الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ }

{ ومَنْ أظْلَم ممَّن افْتَرى عَلى اللهِ كَذِبا } كنسبة الولد، وإثبات الشريك، وإثبات ما لم ينزل، ونفى ما أنزل، والاستفهام إنكار، أى لا أظلم منه. { أولئِكَ } المفترون { يُعْرضُونَ عَلى ربِّهم } فى المحشر، بأن يحبسوا وتعرض أعمالهم قطعا لمعاذيرهم { ويقُولُ الأشْهادُ } الملائكة والأنبياء والجوارح، لوردان هؤلاء كلهم يشهدون، فهذا أولى من قول مجاهد إنهم الملائكة والحفظة للأعمال، ومن قول ابن عباس، والضحاك الأنبياء والرسل، بل قال قتادة الخلق كلهم، على أن معنى الإشهاد المشاهدون وهو أشد فى خزيهم، ويؤيده ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه لا يجزى أحد يوم القيامة إلا ويعلم ذلك جميع من شهد المحشر " والمفرد شاهد كصاحب وأصحاب، أو شهيد كشريف وأشراف. { هَؤلاءِ الذَّينَ كَذَبوا عَلى ربِّهم } يدخل فى هذا بالتبع والحكم المنافقون، فإنهم كذبوا على الله فى نصب الحرام دينا، ومن يقل فى الدين بالجهل. { ألاَ لَعنةُ اللهِ عَلى الظَّالمِينَ } على العموم، أو أراد عليهم فوضع الظاهر موضع الضمير، وذلك من جملة مقول الأشهاد إغراقا فى الخزى والفضيحة، وقيل ذلك مستأنف من كلام الله سبحانه وتعالى، وذلك يقوله فى الدنيا، وقيل يوم القيامة بألسنة الملائكة. " روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه يقال للمؤمن أتعرف ذنبك كذا وذنبك كذا؟ فيقول أعرف يا رب أعرف يا رب، حتى تعد ذنوبه، فيقول فى نفسه إنى هالك، فيقول الله إنى سترتها عليك فى الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته " " وأما لمشرك والمنافق فينادى عليهما بمسمع الخلائق { ألا لعنة الله على الظالمين }.