الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ أولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لهم فى الآخِرةِ إلاَّ النَّار } لأن ما عملوا من حسنات أكلوا ثوابه فى الدنيا، لأنه لا ثواب مع الإصرار على الشرك أو لنفاق إلا ثواب الدنيا، فبقيت عليهم أوزارهم استوجبوا بها النار. { وحَبِطَ } بطل { ما صَنعُوا } من أعمال الخير، ويجوز كون ما مصدرية { فيها } فى الدنيا تعلق بصنعوا، أو بحبط أى بطل فى الدنيا، ولم يبق إلى الآخرة، أو الضمير للآخرة، فيتعلق بحبط، أى ظهر حبوطه فى الآخرة، ومعنى الحبوط فساد الأعمال، وسقوط ثوابها، كأنه قيل لم يبق لهم ثواب فى الآخرة، أو لم يكن لهم ثواب، لأنهم لم يريدوا به وجه الله، فمن عمل عملا وقصد به الله، وعمل ما يبطله أعطى ثوابه فى الدنيا، وأن عمله لغير الله كرياء وسمعة، فلا ثواب له أصلا، والجملة معللة لما قبلها من حيث المعنى. { وباطِلٌ } خبر مبتدأ { ما كانُوا يعْملُون } على أن ما اسم أو مصدرية، أى هو باطل فى نفسه أيضا إذا لم يخلصوه لله، ويجوز عطف باطل على الذين، أو على حبط، فيكون ما بعده فاعلا، ويناسبه قراءة بعضهم وبطل بصيغة الفعل الماضى، وقرئ وباطلا بالنصب على أنه مفعول ليعملون، وما حرف مؤكد أو نكرة تامة نعت لباطل تزيده إبهاما، أى وباطلا، أى باطل كانوا يعملون، أو على أنه مصدر بوزن اسم الفاعل مفعول مطلق لمحذوف، أى وبطل بطلانا ما كانوا يعملون، فما أو المصدر من يعمل فاعل الباطل المحذوف، وعلى كل حال فهذه الجملة معللة لقوله حبط ما صنعوا فيها من حيث المعنى.