الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

{ وكُلاًّ } أى كل نبى، أو كل ما يحتاج إليه مفعول لقوله { نَقصُّ عليْكَ من أنباءِ } أخبار الرسل، بيان لكلا أو تبعيض { ما } بدل من كلاًّ أو عطف بيان { نُثبِّتُ به فُؤادكَ } قلبك فى أداء الرسالة، والصبر على الأذى، والزيادة فى الطاعة، أو كلا مفعول مطلق، أى نقص عليك كل قص، والمراد كل نوع من أنواع الاقتصاص، على طرق مختلفة، وما مفعول لنقص، وذلك أنه إن أعلم أن الأمم مع رسلهم مثل أمته معه، بل أكثر فى الأذى صبر واطمئنان. { وجَاءكَ فى هَذهِ } قال مجاهد فى هذه السورة، ونسب لابن عباس، والجمهور، وهو أقرب، وجاء الحق فى غيرها أيضا، وخصت بالذكر تشريفا، ولأنها الحاضرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين النزول، وقيل فى هذه الآية، وقال الحسن فى هذه الدنيا، قيل وهو بعيد، لأنه لم يتقدم لها ذكر. قلت الدنيا حاضرة مجازة للمشارة عليها، وإن لم تذكر، ويجوز أن تكون الإشارة إلى الأنباء، أو إلى كل لوقوعه جمل أنباء. { الحقُّ ومَوْعظة وذِكْرَى للمؤمِنينَ } إشارة إلى الفؤاد الزائدة على التثبيت، وخص المؤمنين لأنهم المنتفعون.