الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ }

{ وأمَّا الذينَ سعِدُوا } وقرأ الحسن، وحمزة، والكسائى، وحفص سعدوا بالبناء للمفعول من سعد المتعدى { فَفى الجنَّةِ } أى هم فى الجنة ويقدر المتعلق مضارعا، لأنه مستقبل أى يثبتون فى الجنة، أو وصفا مستقبلا، أو فعلا أو وصفا ماضيين، لأن ذلك واقع لا محالة، فكأنه واقع، وكان ذلك اليوم قد وقع، وكذا يقال فى قولهففى النار } { خَالدِينَ } حال مقدرة، وصاحبها الضمير فى قوله { فى الجنة } وكذا فى قولهلهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها } { فِيها ما دَامتِ السَّماواتُ والأرضُ } مثل ما مر { إلا ما شَاءَ ربُّكَ } من سبق بعض لبعض فى الجنة، فالنقص من البدء على ما مر، أو مما يتفضل به عليهم سوى الجنة، مما يعرف غايته وحقيقته، إلا الله مما هو أعظم منها كالرضوان، وزيادة درجات، أو من مدة اللبث فى القبر إلى دخولها، أو المحشر إلى دخولها فبذلك نقص من البدء، أو سوى ما شاء الله مما هو غير ذلك زيادة عليه، أو ما شاء الله من الزيادة، وزيادة فى الوجهين لا آخر لها، أو خالدين فيها وفيما شاء ربك، أو استثناء لا يفعله الله، أو استثناء تعليم وتأديب. وزعم قومنا أن هذا الاستثناء باعتبار البدء منظور فيه إلى من يدخل النار، ثم يخرج منها، فإنه لم يخلد كل وقت الخلود بل بعضها، لكنه بعض دائم، وفاته وقت كونه فى النار، وزعمت الجهمية أنه استثناء لكون الجنة وأهلها يفنون كما مر. { عَطاءً } مفعول مطلق مؤكد لمعنى الجملة قبله، وهو من المؤكد لغيره لا من المؤكد لنفسه وعامله محذوف، أى أعطوا عطاء، ومثله أنت ابنى حقا، أو حال من الجنة، أو من ضميرها فى فيها أى معطاة { غَيْر مجْذوذٍ } أى مقطوع، بل هو دائم، فهذا نص فى أن قوله { ما دامت السماوات والأرض } ليس حدا ينتهى إليه.