الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ }

{ إنَّ الذِينَ آمنُوا وعَملُوا الصَّالحاتِ } أكثر ما ذكر فيه الثواب على الإيمان فى القرآن، مقرون باشتراط العمل الصالح، ومتى لم يقرن به حمل على الموضع المقرون به، فلا ينفع إيمان بلا عمل، فانظر يا أخى لنفسك. { يهْدِيهم ربُّهم } إلى سبيل يوصلهم إلى الجنة بإيمانهم، بسبب إيمانهم الخالص المذكور، مقرونا بالعمل الصالح، فالإضافة للعهد الذكرى أو يهديهم يوم القيامة بنور إيمانهم، كما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله فى صورة رجل حسن ويكون له نوراً يقوده إلى الجنة عكس الكافر " رواه الحسن، وقيل يهديهم يثيبهم، وأجيز أن يكون المعنى يهديهم لإدراك الحقائق كقوله صلى الله عليه وسلم " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم أو لما يريدونه فى الجنة ". { تَجْرى مِنْ تَحتِهمُ الأنهارُ } استئناف كالبيان على التفسير الأول، فإن التمسك بما يوصل إلى الجنة كالوصول إليها، أو خبر ثان، أو حال من هاء يهديهم على التفسير الأخير { فى جَنَّات النَّعيمِ } متعلق بتجرى، أو خبر آخر، أو حال من هاء يهديهم أيضا أو من الأنهار.