الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ }

{ فذَلكُم } الفاء للاستئناف، أى ذلكم العلى الشأن، الفاعل لذلك { اللهُ } خبر { ربُّكم } خبر ثان أو بدل { الحقُّ } ثابت الألوهية وربوبيته لا أصنامكم، لأنها لا تفعل ذلك، بل هى دونكم، ويجوز كون الفاء رابطة لجواب شرط، أى إذا كان هو الفاعل لما ذكر، فذلكم الله ربكم الحق، وإذا كان هو الحق. { فمَاذا بَعْد الحقِّ إلاَّ الضَّلالُ } الاستفهام بفى، أى وإذا كان هو الحق فليس بعده إلا الضلال، إذ ليس فى الوجود إلا الحق والضلال، فإذا انتفى أحدهما ثبت الآخر، وقيل الحق الله، والضلال الأوثان، وقيل إبليس، وكلاهما بعيد هنا، بل المراد حقيقة الحق، وحقيقة الضلال، ولم يقل إلا الباطل لينبه أن باطلهم ليس من الباطل الذى لا فائدة فيه، بل من الباطل الذى هو مضل مهلك، والله أعلم. { فأنَّى } أى كيف، أو من أى جهة { تُؤفكُون } تصرفون عن الإيمان والطاعة مع ذلك الإقرار منكم، ووضوح الدلائل، والفاء للعطف على الاستفهام.