الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }

{ ثم جَعَلْناكم } عطف على أهلكنا، والخطاب لأهل مكة أو للعموم { خَلائِف فى الأرْضِ مِنْ بَعْدهم } اختباراً لكم { لننْظُر } أى نعلم علما، كما يعاين أحدكم الشئ ببصره فيعلمه، وذلك إشارة إلى إظهار غاية العدل إذ كان يعامل العباد معاملة من كان يطلب العلم بما عملوا، مع أن علمه أزلى عام لا يزيد ولا ينقص، وقيل لنبين فى الوجود، وقرأ يحيى بن الحارث لنظر بادغام النون الثانى فى الظاء، وقال إنه رآها كذلك فى مصحف عثمان. { كَيفَ } حال من الواو بعدها، وفيها دلالة على أن المعتبر فى الجزاء حالة الفعل وكيفيته، لا هو من حيث ذاته، ولذلك ترى الفعل الواحد يحسن تارة ويقبح أخرى، ويحسن فى حق إنسان ويقبح فى حق آخر { تعْملُون } فتجازوا عليه خيراً أو شراً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدنيا حلوة خضراء وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " أى احذروا فتنة الدنيا والنساء، وجملة تعملون مفعول ننظر، وعلقه عن العمل اسم الاستفهام وهو كيف، ومعنى تعليقه هنا تعطيله عن نصب المفرد، مع أنه الأصل إلى نصب محل الجملة، وليست كيف مفعول به للنظر، لأن لها الصدر بل لم تكن مفعولا به فى كلام العرب قط.