الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

{ واتَّبع ما يُوحَى إليْكَ مِنْ ربِّك واصْبِر } على تبليغه وإيذائهم بنحو قولهم إنك مجنون، وإنك ساحر، وإنك شاعر، وعلى إعراضهم { حتَّى يحْكُم الله } بنصرك، وإظهارك، قالوا وذلك منسوخ بآية السيف، وفيه ما مر آنفا مع أنه يجوز أن يكون المعنى أيضا حتى يحكم بالجهاد. { وهُو خَيْر } أفضل وأعدل { الحاكِمِينَ } بعلمه بظاهر الخصمين وباطنهما، وقد صبر صلى الله عليه وسلم حتى نصره، وقهر الكفار، وضرب عليهم الجزية، وأظهر الدين. قال جار الله روى أنها لمَّا نزلت جمع الأنصار فقال " " إنكم ستجدون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى " يعنى أمرت فى هذه الآية بالصبر على ما سامتنى الكفرة، فصبرت فاصبروا أنتم على ما يسومكم الأمراء الجورة، قال أنس فلم نصبر، وظاهر قوله جمع الأنصار أن الآية مدنية. " وروى أن أبا قتادة تخلف عن تلقى معاوية حين قدم المدينة، وتلقته الأنصار، ثم دخل عليه فقال له مالك لم تتلقنا؟ قال لم يكن عندنا دواب، قال فأين النواضج؟ قال قطعناها فى طلبك وطلب أبيك يوم بدر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر الأنصار ستلقون بعدى أثرة " قال معاوية فماذا قال؟ قال " فاصبروا حتى تلقونى " قال فاصبر، قال إذن نصبر " ، قال عبد الرحمن بن حسان
ألا أبلغ معاوية بن حرب أمير الظالمين ثنا كلامى بأنا صابرون فمنظروكم إلى يوم التغابن والخصامى