الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وإنْ يمسَسْك اللهُ } يصبك { بضُرٍّ } كمرض وفقر { فَلا كاشِفَ لهُ } لا مزيل لذلك الضر { إلا هُو } عبر هنا بالمس ليكون إشارة، إلا أن الضر غير مقصود بالذات، بل بالعرض، وأنه كالمصادمة للشئ لعارض الخروج عن الطريق. { وإنْ يُردْك بخَيرٍ } عبر هنا بالإرادة إشارة إلى أن الخير مقصود بالذات، أو إشار بها إلى أنها مرادة فى الأول، وأشار بالمس فيه إلى أنه مراد هنا، فذكر فى كل ما حذف من الآخر إيجازا، ففى كل منهما إرادة ومس، ولكن أوجز بالحذف. { فَلاَ رادَّ } دافع { لفَضْلهِ } لم يقل إلا الله كما فى الأول، لأن إرادة الله لا ترد بحذف المس، فإن الله يمس الإنسان بضر ثم يصرفه عنه، فإن المس صفة فعل، والإرادة صفة ذات، والأصل فلا راد له، فوضع الفضل موضع الضمير، ليدل على أن ما أراده من خير فضل لا وجوب عليه. { يُصيبُ بهِ } بالفضل وهو الخير، بواحد من الضمير والخير، ووجه هذا أن الكلام كان بأن الموضوعة للشك، تعالى عنه، فكأنه بأو، وأفراد الضمير بعد أو أحسن { مَنْ يَشاءُ } بالمصلحة { مِنْ عِبادهِ وهُو الغَفُور الرَّحيمُ } فأطيعوا راجين الرحمة، غير آيسين من الغفران بالمعصية، فإن جانب الخير راجح.