الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ ثمَّ ننجِّى } من إهلاك { رُسُلنَا } عطف على محذوف، أى نهلك الأمم، أى نوجه إليهم الهلاك، أو نريده بهم، ثم ننجى رسلنا دل على ذلك قولهمثل أيام الذين خلوا من قبلهم } جعل حال هؤلاء الأمم الماضية كأنها حاضرة، هذا كله هو ما ظهر لى، ثم رأيت مثله للقاضى وغيره والحمد لله. { والَّذينَ آمنُوا } برسلنا { كَذلكَ } مفعول مطلق بالتنجية بعده إنجاء مثل ذلك الإنجاء، أو إنجاء ثابتا كذلك الإنجاء، أو متعلق بـ ينجى بعده { حقًّا } أى حق حقا ذلك، أى سبق به وعدنا وهو واقع لا بد، وهذا من قوله { عَليْنا } ويجوز كونه حالا، وقيل بدل من كذلك، والجملة على ما ذكرته أولا معترضة بين المشبه وهو تنجية المؤمنين، والمشبه به وهو تنجية الرسل، لا بين العامل وهو ننجى الثانى، والمعمول وهو كذلك، لأن هذا المعمول فى نية التأخير. { نُنْجِى } موجود فى المصاحف بلا ياء تبعا للإمام، ولست معتبرا بمثل ذلك فى خط التفسير، بل أكتبه على قاعدة الكتابة للبيان، والقراء يقفون على هذا ونحوه مما رسم بغير ياء على حال رسمه فيسكنون، ولا يردون الياء إلا ما جاءت فيه رواية عنهم، فإنه يرجع إليها، وقرأ الكسائى وحفص عن عاصم بإسكان النون الثانية وتخفيف الجيم { المؤْمِنينَ } محمداً وأصحابه من الهلاك، ونهلك المشركين.