الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ }

{ الر } قال ابن عباس، وعلى، وسالم بن عبد الله، وابن جبير، والشعبى معناه أنا الرحمن، وعنهم أنه حروف مقطعة، وعن ابن عباس أنا الله أرى، وعن قتادة اسم للقرآن، وقيل اسم للسورة، وتقدم كلام فى ذلك. وأمال نافع الراء، ليدل على أنها اسم للحرف لا حرف بنفسها، فالاسم راء بالمد أو بالقصر، والمسمى وهو الحرف نفسه، والقياس أن لا تمال، وقد روى عدم المد عنه، واختلف القراء أيضا، والمشهور أن ابن كثير، وقالون، وحفصا لا يميلون، والباقون يميلون، قيل عن ورش بين بين، وقيل لم يمل نافع وابن كثير وحفص، وأمال الباقون إجراءها مجرى الألف المنقلبة عن الياء. ومن صام الأيام البيض من شعبان، وأفطر على خل وبقل، وخبز شعير وملح جريش، واستقبل القبلة، وذكر الله، وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه، إلى أن يصلى العشاء، ويسبح ويقدس، ثم يكتب { الر } إلى { أفلا تذكرون } فى قرطاس بماء ورد وزعفران، ويضعه تحت رأسه وينام، وإذا صلى الصبح حمل الكتاب وخرج إلى الناس، ارتفع قدره، وعلا شأنه، وسدد ونطق بالحكمة، وكان مهيبا مقبولا مطاعا. { تِلْكَ } إشارة إلى آيات السورة قبل نزولها، كأنها حاضرة مشاهدة، ولذلك إشارة بإشارة البعيد، وقيل هو بمعنى هذه، وقيل إشارة إلى آيات القرآن، وقيل إلى ما نزل منه قبل ذلك، وعد الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليه كتاباً لا يمحوه الماء، ولا تغيره الدهور، فذكر الله أنه هو هذا ما بين ما نزل وما ينزل، أو هذه منه، وقيل إشارة إلى آيات الكتب المتقدمة، كالتوراة والإنجيل، ويضعفه أنه لم يتقدم لها ذكر. { آياتُ الكِتابِ } القرآن أو السورة { الحَكيمِ } أى ذى الحكمة، نسب إلى الحكمة لاشتماله عليها، فذلك على النسب، أو شبه الكتاب بالحكيم الناطق بحكمته، على طريق الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الحكمة، أو أسند الحكمة إليه تجوزاً كقولك نهاره حائم، وليله قائم، أو الحكيم فعيل بمعنى اسم مفعول الرباعى، أى محكم لا ينسخه كتاب، وقيل بمعنى فاعل، لأنه يميز الحق من الباطل. وعن ابن عباس استبعد قريش والعرب أن يبعث الله رسولا من البشر، قال الزجاج حتى قال بعضهم أما وجد الله من يبعث إلا يتيم أبى طالب، أو عجبوا من إخباره بالبعث الذى تضمنته النذارة والبشارة فنزل.