قال عز وجل: { وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } أي: إلا من بعد ما جاءهم البيان من الله. قال عز وجل: { وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ } والحنيف في تفسير الحسن: المخلص. وتفسير الكلبي: الحنيف: المسلم. قال عز وجل: { وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي: دين الملة المستقيمة بأمر الله. رجع إلى قوله: { لِيَعْبُدُواْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ }. قال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ } يعني من كفر بما جاء به محمد عليه السلام من أهل الكتاب والمشركين { فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } أي: شرّ الخلق. قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } أي: خير الخلق. [يحيى عن حماد عن أبي الزبير عن أبي هريرة قال: المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده] { جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } أي: لا يموتون ولا يخرجون منها { رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ } أي: بأعمالهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } أي: ورضوا ثوابه { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }.