{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } على هذا وقع القسم. وقوله بطغواها، أي بطغيانها، أي: بشركها، وتكذيبها رسلها بما جاء به من عند الله. وتفسير مجاهد: بمعصيتها، وهو واحد. قال عز وجل: { إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا } وهو أحمر ثمود الذي عقر الناقة، وقد فسرنا أمرها وعقرهم إياها في غير هذا الموضع. { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ } يعني صالحا { نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا } أي: اتقوا ناقة الله ولا تمسوها بسوء، واتقوا سقياها، أي شربها، لا تمنعوها منه؛ كانت تشربه يوماً ويشربونه يوماً. قال تعالى: { فَكَذَّبُوهُ } يعني صالحاً { فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ } أي حرّك بهم الأرض فأهلكهم بذنبهم { فَسَوَّاهَا } أي: بالعقوبة. { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } أي: لا يخاف الله تباعة، أي: لا يُتَبع بذلك كقوله تعالى:{ ثُمَّ لاَ َتَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } [الإِسراء:69] أي: يتبعها بذلك لكم. وبعضهم يقول: فلا يخاف الذي عقر الناقة، حين عقرها، عقباها. أي: لم يخف أن يصيبه العقاب. وفيها في هذا التفسير تقديم؛ يقول: إذ انبعث أشقاها فلا يخاف عقباها. لا حول عن معاصي الله إلا بعصمة من الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله.