الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ }

قال عز وجل: { أَيَحْسَبُ } الإِنسان، وهذا على الاستفهام { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } أي أن لن يقدر عليه الله، وهذا المشرك يحسب أن لن يبعثه الله بعد الموت. قال عز وجل: { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } أي: مالاً كثيراً، أي: أتلفت وأكلت مالاً كثيراً فمن ذا الذي يحاسبني.

قال الله: { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } أي أن لم يره الله، أي: حين أهلك ذلك المال. أي: بلى، قد علمه الله.

ثم قال عز وجل: { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } أي: ألم يعلم أن الله جعل له عينين { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } أي: فالذي جعل ذلك قادر على أن يبعثه فيحاسبه.

قال عز وجل: { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } أي: بصرناه الطريقين: طريق الهدى وطريق الضلالة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنهما النجدان: نجد الخير ونجد الشر فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ".

قال عز وجل: { فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَة } أي: لم يقتحم العقبة. [وهذا خبر، أي: إنه لم يفعل]. قال الحسن: عقبة الله شديدة؛ يريد الرجل أن يحاسب نفسه وهواه وعدوه الشيطان. قال الكلبي: هي عقبة على جسر جهنم، من أعتق رقبة مؤمنة وهو مؤمن جازها.

ثم قال عز وجل: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ } يقول للنبي عليه السلام: { وَمَآ أَدْرَاكَ } على الاستفهام، يعني أنك لم تكن تدري حتى أعلمتك ما العقبة.

{ فَكُّ رَقَبَةٍ } أي: عتق رقبة من الرّق. وهي تقرأ { فَكُّ رَقَبَةٍ } [بالرفع وبالنصب فمن قرأها بالرفع: فكُّ فعلى أنه مصدر، ومن قرأها بالفتح فعلى أنه فعل ماض] قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اعتق رقبة فهو فكاكه من النار ".