الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }

قوله: { فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الحَرِّ } قال مجاهد: بعد الفتح وبعد الطائف وبعد حنين في الصيف، حين اختُرِفَت النخلُ، وطابت الثمار، واشتُهِيَ الظلّ، وشَقَّ عليهم الخروجُ في إبّان الحرّ.

قال الله للنبي عليه السلام: { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً } من نار الدنيا في تفسير الحسن. { لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } لعلموا أن نار جهنم أشد حراً من نار الدنيا.

ذكر بعضهم قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له في يوم شديد الحر إذ نزل منزلاً وجعل أحدهم ينتعل ثوبَه من شدة حرّ الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أراكم تجزعون من شدة حرّ الشمس بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام، والذي نفسي بيده لو أن باباً من أبواب جهنم فتح بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه حتى يسيل من منخريه "

وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن غرباً من جهنم وضع في الأرض لأذى حرّه ما بين المشرق والمغرب "

وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ناركم هذه التي توقدون بها جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم. قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية. قال فإنها فضلتها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرّها. وزاد فيه بعضهم قال: ضربت بالماء مرّتين لكي تنتفعوا بها وتدنوا منها ".