الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ }

قوله: { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ ءَاتَٰنَا مِن فَضْلِهِ } فأوسع علينا من الرزق { لَنَصَّدَّقَنَّ } يعني الصدقة { وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ } أي: ممن يطيع الله ورسوله. قال هذا المنافقون.

قال الله: { فَلَمَّا ءَاتَٰهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ } عن الإِنفاق في سبيل الله وعن الصدقة ومنعوا حق الله. { وَتَوَلَّوا } أي عن الصلاح والطاعة { وَّهُم مُّعْرِضُونَ } أي عن أمر الله.

{ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ } لا يتوبون منه { إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } قال الحسن: ثلاث من المنافق: إذا وعد أخلف، وإذا حدَّث كذب، وإذا اؤتمن خان.

ذكروا عن الحسن قال: هؤلاء المنافقون؛ ائتمنهم الله فخانوه، أي: لم يكملوا بما كانوا أقروا الله من القول والعمل. أي: قالوا ولم يفعلوا، ووعدوه فأخلفوه حين قالوا: { لَئِنْ ءَاتَٰنَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ }. أي المؤمنين المستكملين للقول والعمل.