الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

قوله: { أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالمُؤْتَفِكَاتِ } قريات قوم لوط الثلاث، خسف بهم، رفعها جبريل بجناحه حتى سمع أهل سماء الدنيا صراخ كلابهم ثم قلبها. والمؤتفكات هي المنقلبات. وقال في آية أخرى:وَالمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } [النجم:53] وهي قريات قوم لوط الثلاث، فهم يتجلجلون فيها إلى يوم القيامة. يقول: ألم يأتهم خبرهم فيما أنزل الله في كتابه.

قال: { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ } أي أتت جميع هؤلاء رسلهم بالبينات { فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي بإهلاكه إياهم بعد قيام الحجج عليهم برسلهم { وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي بجحودهم وبشركهم، يحذر هؤلاء ما فعل بمن كان قبلهم.

قوله: { وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي في الالفة والاجتماع على دين الله { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ } وهو ما يعرف العباد عدله، { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ } وهو ما يعرف العباد جوره. وقال الحسن: { يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ } أي بالإِيمان بالله { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ } أي: عن الكفر بالله.

قال: { وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } أي على ما أمرهم الله به لا ينقصونها، ولا يقومون إليها كسالى، ولا يراءون الناس بها كما يفعل المنافقون. { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } المفروضة، طيبة بها أنفسهم، ليس كما يصنع المنافقون الذين لا ينفقون إلا وهم كارهون.

قال: { وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ } في القول والعمل، وفي كل ما تعبّدهم به من جميع فرائضه، ليس كما صنع المنافقون الذين لم يطيعوا الله في كل ما تعبّدهم به من القول، أي إنهم قالوا ولم يعملوا، يعني المنافقين.

{ أُوْلَئِكَ } يعني المؤمنين الذين هذه صفتهم { سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ } أي: سيثيبهم الله { إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: عزيز في نقمته حكيم في أمره.