الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

قوله: { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } قال الحسن: ليعذّبهم بالزكاة في الحياة الدنيا.

وفي تفسير عمرو عن الحسن: يعني أنهم ينفقون أموالهم، ويُشخِصون أبدانهم، ويقتلون أحباءهم وأهل مودتهم من المشركين مع أعدائهم من المؤمنين، لأنه يسرّون لهم العداوة. وهو كقوله: { قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ } من العداوة والبغضاءأَكْبَرُ } [آل عمران:118] أي أعظم من الذي بدا من أفواههم.

وقال الكلبي: { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } يقول: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة. فيها تقديم وتأخير. وهذا من خفي القرآن.

قوله: { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } أي تموت أنفسهم { وَهُمْ كَافِرُونَ } أي كفر النّفاق.

قوله: { وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } فيما أظهروا لكم من الإِقرار بدينكم، والادعاء لملّتكم { وَمَا هُم مِّنكُمْ } إذ لم يعملوا بأعمالكم ويوفوا بوفائكم { وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } أي يخافون على دمائهم إن هم أظهروا نفاقهم وباينوا به.

{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } يلجأون إليه، أي حصوناً يدخلونها { أَوْ مَغَارَاتٍ } أي: غيراناً { أَوْ مُدَّخَلاً } أي: بيوتاً. وقال الكلبي: الملجأ: الحرز، والمغارات: الغيران في الجبل، والمدخل: السرب في الأرض.

قال: { لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي: وهم يسرعون الانطلاق إليه، يعني المنافقين. وقال مجاهد: لو يجدون محرزاً لولوا إليه أي: لفروا إليه منكم.