الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } * { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ }

ثم قال: { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ } يعني النصر فتظهر بها على المشركين { تَسُؤْهُمْ } أي تلك الحسنة { وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ } أي نكبة من المشركين { يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ } أي [أخذنا الوثيقة] في مخالفة محمد والتخلف عنه. { وَيَتَوَلَّوا } إلى منازلهم { وَّهُمْ فَرِحُونَ } أي بالذي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من النكبة.

وقال مجاهد: { قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا } أي: أخذنا حذرنا من قبل.

قال الله للنبي عليه السلام: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } أي إلا ما قضى الله لنا { هُوَ مَوْلَٰنَا } أي هو ولينا { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ }.

قوله: { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا } أي هل تنتظرون بنا، يعني المنافقين { إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ } قال الحسن: أن نظهر على المشركين فنقتلهم ونغنمهم، أو نقتل فندخل الجنة { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ } فيهلككم به { أَوْ بِأَيْدِينَا } أي تظهروا نفاقكم فنقتلكم عليه؛ فإنا إنما كففنا عن قتلكم بكفكم عن إظهار نفاقكم. وهو كقوله: { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ } وكل هؤلاء المنافقون، وهو كلام مثنى { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } يا محمدثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً. سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ } [الأحزاب:60-62] أي: كذلك سنّة الله في منافقي كل أمة خلت من قبلك، القتل إن لم ينتهوا عن نفاقهم. وكذلك سنّته في منافقي أمتك، إن هم لم ينتهوا عن إظهار نفاقهم. فكفوا عن إظهار نفاقهم. فبالكف عن إظهار نفاقهم كفَّ النبي عن قتالهم.

قال: { فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }.

وقال مجاهد: { هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ } أي القتل في سبيل الله أو الظهور على أعداء الله.