الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ }

قوله: { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } أي ما يدعون إليه من اليهودية والنصرانية، وما حرّفوا من كتاب الله. { وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أن يُتِمَّ نُورَهُ } أي القرآن والإِسلام والنصر لنبيه والمؤمنين { وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ } أي الكافرون جميعاً، من كافر مشرك وكافر منافق، وهو كفر فوق كفر وكفر دون كفر.

قوله: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ }.

ذكر الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد. وأنا أولى الناس بعيسى لأنه ليس بيني وبينه نبي. وإنه نازل لا محالة. فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع الخلق، بين ممصرتين من الحمرة والبياض، سبط الرأس، كأن رأسه يقطر وإن يصبه بلل. فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويقاتل الناس على الإِسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإِسلام، حتى يقع الأمان في الأرض، حتى ترتع الأسد من الإِبل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضاً "

ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى إِبْنُ مريم، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب، وحتى يكون الدين واحداً "

ذكرواعن عائشة أنها قالت: لا تقولوا لا نبي بعد محمد، وقولوا خاتم النبيين، فإنه سينزل عيسى بن مريم حاكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، فيقتل الدّجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها.

ذكروا أن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبقى بيت وبرولا مدر إلا أدخله الله كلمة الإِسلام، تعز عزيزاً وتذل ذليلاً؛ إما أن يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، وأما أن يذلهم فيدينون لها "

وفي تفسير الحسن: حتى يكون الحاكم على الأديان كلها. فكان ذلك حتى ظهر على عبدة الأوثان كلها، وحكم على اليهود والنصارى فأخذ منهم الجزية ومن المجوس.

ذكروا عن ابن عباس أنه قال: [في قوله تعالى: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } ] يعني شرائع الدين كلها فلم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتمّ الله ذلك كله.