قوله: { وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ } قال الله عزّ وجلّ: { ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ } أي يشابهون { قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ } قال بعضهم: ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم، قالت النصارى المسيح بن الله، وقالت اليهود عزير بن الله. { قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي لعنهم الله جميعاً كيف يُصرفون، أي عن الحق. قوله: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } أي اتخذوه ربا { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً } وهو الله { لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } لا شريك له { سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه { عَمَّا يُشْرِكُونَ }. ذكروا عن عدي بن حاتم الطائي أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: " يا عديّ، ألقِ هذا من عنقك. قال: وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة. فلما أتى على هذه الأية: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ } قلت: إنا لا نتخذهم أرباباً من دون الله. قال: أليس يحلّون لكم ما حرّم عليكم فتستحلونه، ويحرّمون عليكم ما أحلّ الله لكم فتحرمونه؟ قلت بلى. قال: فتلك عبادتهم "