الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِي ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ } * { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }

قوله: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا } أي: فلا يفرض عليكم الجهاد { وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ } أي: ولما يعلمكم فاعلين لما فرض عليكم، وهو علم الفعال. { الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً }. أي: دخلا. وقال بعضهم: بطانة، وهو واحد. أي: مثل ما صنع المنافقون: { إِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ } أي: إلى الكفار المشركينقَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ } [البقرة:14] أي: في المودة والهدى. قال الله: { وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

قوله: { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ } وهذا كفر الشرك، وهذا حين نفي المشركون من المسجد الحرام.

قوله: { شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ } يقول: كلامهم يشهد عليهم بالكفر. { أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } في الدنيا والآخرة. { وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }.

{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ } يعني الكعبة لأنها مسجد جميع الخَلْقِ، إليها يؤُمُّون. { مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الأَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ } وعسى من اللهِ واجبة.