قوله: { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ } قال الحسن: من المدينة { وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } فاستحلّوا قتال حلفائكم { أَتَخْشَوْنَهُمْ } على الاستفهام، فلا تقاتلوهم { فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي: إذ كنتم مؤمنين، فالله أحق أن تخشوه، وليس أحد أشدَّ خشية لله من المؤمنين. { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ } يعني القتل في الدنيا { وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبَ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ }. والقوم المؤمنون الذين شفى الله صدورَهم حلفاءُ رسول الله من مؤمني خزاعة؛ فأصابوا يومئذٍ، وهو يوم فتح مكة، مقيس بن صبابة في خمسين رجلاً من قومه. وقال مجاهد: وهم بدأوكم أول مرة، أي قاتلوا حلفاء محمد عليه السلام. قال: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } أي: خزاعة، حلفاء محمد، من آمن منهم. ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة، " كُفّوا السلاح إلا خزاعة من بني بكر " ذكر بعضهم قال: كان يقال: ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإِسلام لا يزيده إلا شدة، ولا حلف في الإِسلام. قوله: { وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن يشَاءُ } أي من أهل مكة { وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.