الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } * { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ }. قال الحسن: كان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة، ثم أمر بقتال المشركين كافة بعدُ.

قوله: { وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً } أي: شدة عليهم { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ } أي بالنصر والتأييد. أي: إنه سينصركم عليهم.

قوله: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم } يعني المنافقين؛ رجع إليهم قوله: { مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ } يعني السورة { إِيمَاناً } يقوله بعضهم لبعض.

قال الله جواباً لقولهم قوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } أي تصديقاً إلى تصديقهم قوله: { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي بما يجيء من عند الله.

{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } وهم المنافقون { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ } أي كفراً إلى كفرهم { وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } يقول: أنهم يموتون على الكفر.

قوله: { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ }. قال الحسن: يعني: يبتلون بالجهاد في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرون نصرَ اللهِ رسولَه { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } من نفاقهم { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }.

وقال مجاهد: يفتنون في كل عام مرة أو مرتين بالسنين والجوع.

قوله: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ } يعني المنافقين { هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ } يعني من المسلمين؛ يقوله بعضهم لبعض قوله: { ثُمَّ انْصَرَفُوا } قال الحسن: يعني عزموا على الكفر. { صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُم } هذا دعاء واجب عليهم { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أي لا يرجعون إلى الإيمان.