قال تعالى: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } أي: لعمل الجنة. { فَذَكِّرِ } أي: بالقرآن { إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى } أي: إنما ينتفع بالتذكرة من يقبلها. قال تعالى: { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى } أي: من يخشى الله تعالى { وَيَتَجَنَّبُهَا } أي: يتجنب التذكرة { الأَشْقَى } أي: المشرك والمنافق { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } ، وهي نار جهنم، والصغرى نار الدنيا، كقوله:{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } [الواقعة:73] أي من النار الكبرى. قال: { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى } أي: ثم لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه. قال عز وجل: { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي من آمن { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } وكانت الصلاة يومئذ ركعتين غدوة وركعتين عشية. وقال بعضهم: { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي زكاة الفطر { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } أي: صلاة العيد أي: أدّى زكاة الفطر قبل أن يخرج إلى المصلَّى. ذكروا عن عمر بن عبد العزيز. ذكر بعضهم قال: كان صوم رمضان وأداء زكاة الفطر بعده بالمدينة، ولكن في القرآن أشياء نزلت بما يكون حتى تبلغ حدها ثم يعمل بها. قال: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } وهي تقرأ على وجهين: { تُوثِرُونَ } { وَيُؤثِرُونَ } فمن قرأها { تُؤثِرُونَ } يقولها للمشركين، أي: تزعمون أن الدنيا باقية وأن الآخرة لا تكون. ومن قرأها { تَؤثِرُونَ } فهو يقول للنبي عليه السلام: { بَلْ يُؤثِرُونَ } ، يعني المشركين الحياة الدنيا. { والآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي: هي خير من الدنيا؛ الدنيا لا تبقى والآخرة باقية، يعني بهذا الجنة. قال تعالى: { إِنَّ هَذَا } تفسير الحسن: يعني القرآن { لَفِي الصُّحْفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى } تفسير بعضهم: فيها أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى لكم.