الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ }

قال: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } أي: في صعود إلى الله. وتفسير مجاهد: عليّون في السماء السابعة. وقال كعب: عليون قائمة العرش اليمنى.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنعَما ".

قال عز وجل: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } قال الحسن: إنك لم تدر ما عليون حتى أعلمتك. قال عز وجل: { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } أي مكتوب، يكتب عليه في عليين.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم رفعنا له في عليين ".

قال: { يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } أي: مقربو أهل كل سماء، يشهدون كتاب عمل المؤمن حيث يرقم فيه، أي: يكتب فيه، يشهدون نسخه إذا نسخ، ويشهدون عليه يوم القيامة أنها أعمالهم. وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: إن أعمال بني آدم تنسخ من اللوح المحفوظ.

قال عز وجل: { إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَآئِكِ } أي على السرر في الحجال. { يَنظُرُونَ }. قال مجاهد: هي سرر من لؤلؤ وياقوت. { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } [يعني بريق النعيم ونداه. وقيل: حسنه وبريقه وتلألؤه] { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } [يعني الشراب]، وهي الخمر، قال عز وجل: { مَّخْتُومٍ } يعني الشراب { خِتَامُهُ مِسْكٌ } أي: عاقبته مسك في تفسير بعضهم. وقال مجاهد: ختم به آخر جرعة، وهو واحد.

قال: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } أي في الدنيا بالأعمال الصالحة.