الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } * { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } * { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } * { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله: { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، وذلك لقول قريش وقول مشركي العرب إنه مجنون. قال: { وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ } يعني بالمشرق الذي هو مطلع النجوم والشمس والقمر. يعني أن محمداً رأى جبريل في صورته مع الأفق قد سدّ ما بين السماء والأرض. وتفسير مجاهد: إن ذلك كان من نحو أجياد. عن عمارة مولى بني هاشم قال إن النبي عليه السلام رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح مثل الزبرجد الأخضر فأغمي عليه.

قال تعالى: { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ } أي: على الوحي { بِضَنِينٍ } أي: بخيل، أي لا يبخل عليكم به، وهي تقرأ على وجه آخر: { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ } أيك بمتّهم، وهي مقرأ عبد الرحمن الأعرج ومقرأ أهل الكوفة. { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } أي رجمه الله باللعنة. قال: { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } يقول للمشركين: فأين تعدلون عنه يميناً وشمالاً، كقوله تعالى: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ }.

قال تعالى: { إِنْ هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } إلا تفكير { لِّلْعَالَمِينَ } يعني من آمن به يذكرون به الآخرة. قال: { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } أي: على ما أمر الله في تفسير الحسن. وقال مجاهد: { أَن يَسْتَقِيمَ } ، أي أن يتّبع الحق، وهو واحد. { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ } أي: لا تقدرون على شيء لم يرده الله { رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي الخلق أجمع.