الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } * { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ }

قال: { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } أي: أوقدت، وهي توقد منذ خلق الله السماوات والأرض في الستة الأيام. قال تعالى: { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } أي: أدنيت؛ كقوله تعالى:وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } [الشعراء:90]. قال: { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } أي: من عملها.

قوله تعالى: { فَلآ أُقْسِمُ } [المعنى فأقسم، ولا صلة] { بِالْخُنَّسِ }. ذكروا عن علي قال: يعني النجوم تجري بالليل وتخنس أي تتوارى بالنهار. وهو قول الحسن: هي في ذلك جارية، ولكنها لا ترى بالنهار. وقال بعضهم: بلغنا أنها خمسة تجري في مجرى الشمس: وهي الزهرة والمشتري، والمريخ، وزحل، وعطارد.

قال: { الْجَوَارِ } يعني جريها في السماء { الكُنَّسِ } تفسير الحسن: أن ترجع إلى مطلعها في القابلة. وقال الكلبي: { الكُنََّس } يعني أنها تكنس، أي: تتغيّب وتتوارى بالنهار كما تتوارى الظباء في كناسها. وبعضهم يقول: { الْجَوَارِ الكُنَّسِ } هي بقر الوحش.

قال: { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } تفسير الحسن: إذا أظلم، وتفسير الكلبي: إذا أدبر. وقال مجاهد: يقال إقباله ويقال إدباره.

ذكروا أن رجلاً سأل علياً: أي ساعة توتر؟ فسكت عنه. فلمّا أذّن من السحر للصبح قال علي: أين السائل عن الوتر؟ نِعمَ ساعة الوتر [هذه] ثم قرأ { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِِ إِذَا تَنَفَّسَ }.

قوله: { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } أي: إذا أسفر، يعني إذا أضاء. أقسم بهذا كله، من قوله: { فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ } إلى قوله: { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }.

{ إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني جبريل يرسله الله إلى النبيين { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ } أي: في المنزلة والقربة. { مُّطَاعٍ ثَمَّ } أي: في السماء قال الحسن: جعل الله طاعة جبريل في السماء طاعة له، فأمر الله الملائكة بذلك كما أمر الله أهل الأرض أن يطيعوا محمداً صلى الله عليه وسلم. قال: { أَمِينٍ } أي عند الله وعند الملائكة.