الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ }

{ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } أي: أحياه، يعني البعث. وقد جعل الله له وقتاً، فكيف يكفره. وقال في سورة البقرة:كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة:28]، أي: كنتم أمواتاً في أصلبة آبائكم، أي: نطفاً، فأحياكم هذه الحياة، ثم يميتكم، ثم يحييكم، يعني البعث، ثم إليه ترجعون.

قال تعالى: { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } أي: لما يصنع ما أمره، يعني هذا الإِنسان المشرك والمنافق لم يصنعا ما أمرهما الله به.

ثم ضرب مثلاً آخر فقال: { فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ } أي: من أي شيء خلقه. قال تعالى: { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً } يعني المطر { ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً } أي للنبات { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً } وهي الفصافص. { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً } قال الحسن: أي نخلاً كراماً، وهي الطوال الكرام. وقال الكلبي: { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } أي: شجراً طوالاً غلاظاً.

قال تعالى: { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } ,هو الذي ذكر من الفاكهة. قال الحسن: الفاكهة ما تأكلون، والأبّ ما تأكل أنعامكم. وتفسير الكلبي: الأب: الكلأ. قال تعالى: { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } أي تستمعون به، أي: تأكلونه رزقاً لكم إلى الموت.

قال: { فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ } وهي اسم من أسماء القيامة، أصاخ لها الخلق من الفَرَق. وقال في آية أخرى:وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } [طه:108]. وقال تعالى:يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } [النبأ:38].