الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قال: { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ } أي فلا تعصوه { إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.

قوله: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً } أي إسلاماً { يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ } أي يعطيكم في الدنيا خيراً مما أخذ منكم { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أي كفركم وقتالكم النبي. { وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي لمن تاب وآمن وعمل صالحاً.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم عليه من مال البحرين أمر العباس أن يأخذ منه. فجعل العباس يحثى في جيوبه ويقول: هذا خير مما أخذ منا، وأرجو المغفرة مع ذلك.

وقال الحسن: إن النبي أطلق الأسارى فمن شاء منهم رجع إلى مكة، ومن شاء منهم أقام معه. ذكروا أن الطلقاء أهل مكة، والعتقاء أهل الطائف.

قوله: { وَإِن يُّرِيدُوا خِيَانَتَكَ } قال الحسن: يعني الطلقاء، بما أقروا لك به من الإِيمان. { فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِن قَبْلُ } أي من قبل إقرارهم لك بالإِيمان. وهي خيانة فوق خيانة، وخيانة دون خيانة. قال: { فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } حتى صاروا أسارى في يديك. { وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.

ذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن رجلاً كان يكتب لرسول الله ثم نافق ولحق بالمشركين بمكة فقال: والله ما كان محمد يكتب إلا ما شئت. فلما سمع ذلك رجل من الأنصار نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنّه بالسيف. فلما كان يوم الفتح جاء به رجل من عامة المسلمين كانت بينه وبينه رضاعة فقال: يا نبي الله، هذا فلان قد أقبل تائباً نادماً. فأعرض عنه نبي الله. فلما سمع به الأنصاري أقبل متقلداً سيفه. فطاف به ساعة. ثم إن نبي الله قدم يده للمبايعة فقال: أما والله لقد تَلَوَّمتك هذا اليوم لتوفِي فِيه نذرَك. فقال: يا نبي الله، هَيْبَتُك والله منعتني، فلولا أومضت إليّ. قال: إنه لا ينبغي لنبي أن يومض، إنما بعثوا بأمر علانية ليس فيه دنس ولا رمس.