قوله: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الأَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. كان هذا في أسارى بدر. قال بعضهم: كان أبو بكر أحب أن يقبل منهم الفداء، وأراد عمر أن يُقتَلُوا. فأنزل الله هذه الآية ثم قال: { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }. وقال الكلبي: ما كان لنبي قبلك يا محمد أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض. قال: لولا كتاب من الله سبق أنكم الذين تأكلون الغنائم لمسَّكم فيما أخذتم عذاب عظيم. وقال الحسن: يقول: فأخذتم الفداء من الأُسارى في أول وقعة كانت في المشركين من قبل أن تثخنوا في الأرض. وقال الحسن: لم يكن أوحِيَ إلى النبي في ذلك بشيء فاستشار المسلمين فأجمع رأيهم على لفداء. ذكر بعضهم قال: كان أراد أصحاب نبي الله يومئذٍ الفداء، ففادوا أسارى بدر يومئذٍ بأربعة آلاف أربعة آلاف. وما أثخن نبي الله يومئذٍ في الأرض. وقال بعضهم في قوله: { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ } أي سبق لهم من الله الخير، وسبق لهم أنهم استُحلَّ لهم الغنائم. وقال الحسن: لولا كتاب من الله سبق أن لا يعذب أهل بدر لمسَّكم فيما أخذتم عذاب عظيم. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل النار من شهد بدراً والحديبية، فقالت حفصة بلى، فانتهرها، في حديث بعضهم، فقالت: أليس يقول الله: { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } فقال: أوليس قال: { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيِهَا جِثِيّاً } [مريم:71-72] ". ذكروا عن عكرمة قال: ما أُحلّت الغنيمة قبلكم ولا حُرّمت الخمر على أحد قبلكم. وقال بعضهم: لم تحل الغنيمة إلا لهذه الأمة؛ كانت تجمع فتنزل عليها نار من السماء فتأكلها.