الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } * { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } * { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

قوله: { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً } أي تعلمن من قوم خيانة، أي: نقضاً للعهد، يعني إذا هم نقضوا. كقوله:وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا } [النساء:35] أي: وإن علمتم شقاق بينهما، وذلك إذا كانا قد وقع الشقاق بينهما. { فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ } أي على أمر بَيِّن. أي أعلمهم أنك حَرْبٌ لهم. وقوله: { عَلَى سَوَاءٍ } أي: يكون الكفار كلهم عندك سواء. { إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } لدينهم إذا نقضوا العهد. وقال مجاهد: هم أهل قريظة.

قوله: { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا } [أي: فاتوا. ثم ابتدأ فقال] { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } أي لا يعجزون الله فيسبقونه حتى لا يقدر عليهم.

قوله: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } قال بعضهم: النَّبل. وقال الحسن: ما استطعتم من قوة تقوون بها عليهم.

ذكر عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رمى سهماً في سبيل الله فأصاب العدو أو أخطأه فهو كعتق رقبة "

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليدخل الجنة بالسهم الواحد الثلاثة من الناس: صانعه يحتسب به في صنعته الخير، والمُمِدَّ به، والذي يرمي به " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارموا واركبوا، وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، ومن ترك الرمي بعد ما علمه فهي نعمة كفرها "

قوله: { وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ } أي تخوفون به عدو الله وعدوكم. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ارتبط فرساً في سبيل الله فهو كباسط يده بالصدقة لا يقبضها "

ذكروا عن علي بن أبي طالب قال: من ارتبط فرساً في سبيل الله روثه وأثَرُهُ في أجره.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخيل: " من اتخذها يعدها في سبيل الله فله بكل ما غيّبت في بطونها أجر. وإن مرت بمرج فرعت فيه كان له بكل ما غيبت في بطونها أجر. وإن استنّت شرفاً كان له بكل خطوة أجر، حتى ذكر أرواثها وأبوالها "

قوله: { وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } أي: من دون المشركين { لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ } قال مجاهد: هم قريظة. وقال الحسن: هم المنافقون. وقال بعضهم: الجن. قوله: { وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }.