الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } * { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

قوله: { الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ }. قال الكلبي: هؤلاء قوم ممن كان وادع رسول الله عليه السلام، وكانوا ينقضون العهد فأمر الله فيهم بأمره فقال:

{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحَرْبِ } [أي تظفر بهم] { فَشَرِّدْ بِهِم مِّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي لعل من بقي منهم أن يذكر ما فعل بمن عذب. وقال مجاهد: أهل قريظة مالأوا على النبي يوم الخندق.

وقال الحسن: لعلهم يؤمنون مخافة أن ينزل بهم ما نزل بالذين نقضوا العهد.

قال بعضهم: كان أنزل في سورة محمد [الآية:4]:فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً } فكانوا إذا أخذوا أسيراً لم يكن لهم إلا أن يفادوه، أو يمنوا عليه فيرسلوه، فنسختها هذه الآية: { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي: فعظ بهم من سواهم لعلهم يذكرون.

ذكر رجل من خولان قال: كنا مع عبد الله بن مسعود صاحب النبي عليه السلام في غزوة فكان إذا أُتي بأسارى قال: لعل لأحد منهم عندكم عهداً، فإن قالوا لا قُسِم أو قُتِل.