قوله: { إِذْ أَنتُم بِالعُدْوَةِ الدُّنْيَا } أي عدوة الوادي بأعلى الوادي { وَهُم بالْعُدْوَةِ القُصْوَى } أي أسفل الوادي. { وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ } يعني أبا سفيان وأصحاب العير. قال الكلبي: كان أبو سفيان والعير أسفل من الوادي ـ زعموا ـ بثلاثة أميال في طريق الساحل، لا يعلم المشركون مكان عيرهم، ولا يعلم أصحاب العير مكان المشركين. قال بعضهم: العدو كان شفير الوادي؛ كان المسلمون بأعلاه، وكان المشركون بأسفله، والركب يعني به أبا سفيان والعير، الخدم فانطلق على حورمه. قال: { وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ } أي: أنتم والمشركون { لاَخْتَلَفْتُمْ فِي المِيعَادِ } قال الحسن: لو تواعدتم فيما بينكم فقلتم نصنع كذا وكذا لاختلفتم في الميعاد. { وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } أي فيه نصركم والنعمة عليكم. قوله: { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ } أي بعد الحجة والبيان. كقوله:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ } [إبراهيم:4] أي بعد البيان. { وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }.