الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }

قوله: { وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِندَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } قال ابن عمر: المكاء الصفير، والتصدية التصفيق، يقول: يفعلون ذلك مكان الصلاة. وقال مجاهد: يخلطون على النبي عليه السلام بذلك صلاته. وقال بعضهم: كنا نحدث أن المكاء التصفير في الأيدي، يعارضون به القرآن؛ مثل قوله:وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت:36].

قال: { فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } يعني القتل بالسيف قبل عذاب الآخرة.

قوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }. لما هزم رسول الله أهل بدر رجعوا إلى مكة، فأخذوا ما جاءت به العير من الشام فتجهزوا به لقتال النبي، واستنصروا بقبائل من قبائل العرب؛ فأوحى الله إلى النبي عليه السلام، وهو بالمدينة: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ... } إلى قوله: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } فبيّن الله لنبيه أنهم سيغلبون من قبل أن يقاتلوا. قوله: { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً } أي: النفقة يعذِّبون عليها كما يعذَّبون على كفرهم.

وقال بعضهم: لما قدم أبو سفيان بالعير إلى مكة ندب الناس ودعاهم إلى القتال حتى غزا نبي الله يوم أُحد في شوَّال، يوم السبت لإِحدى عشرة ليلة خلت من شوّال في العام المقبل الذي يلي بدراً.

وقال مجاهد في قوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ليَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا } قال: هذا في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أُحد.