قوله: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }. قال الكلبي: لما قصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه شأن القرون الأولى قال النضر إبن الحارث، أخو بني عبد الدار: لو شئت لقلت مثل هذا { إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } ، أي: كذب الأولين وباطلهم. قال الكلبي: يقول له عند عثمان بن مظعون: اتقِ الله يا نضر، فإن محمداً يقول الحق. قال النضر: وأنا أقول الحق. قال عثمان: فإن محمداً يقول لا إله إلا الله. فقال النضر: وأنا أقول: لا إله إلا الله، ولكن هذه بنات الله عندنا: اللات والعزى ومناة. فأنزل الله:{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِينَ } [الزخرف:81] وتفسيرها في حَمَ الزخرف؛ فقال النضر: ألاَ تَرون أنه قد صدّقني: إن للرحمن ولداً؟ فقال الوليد بن المغيرة: لا والله ما صدقك، ولكن قال: { إِن كَانَ } ، منكراً لقولك. فصعق لها النضر فغضب، فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك.