الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }

قوله: { ذٰلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوَهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ } أي مُضعِف كيد الكافرين الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: { إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ } قال الكلبي: إن المشركين لما صافّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قالوا: اللهم ربنا أيُّنا كان أَحبَّ إليك، وأرضى عندك، فانصره. فنصر الله نبيَّه، وقال: { إِن تَسْتَفْتِحُوا } يعني أن تستنصروا { فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ } والفتح النصر.

قال: { وَإِن تَنتَهُوا } عن قتال محمد { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا } لِقِتاله { نَعُدْ } عليكم بالهزيمة { وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ }.

وقال مجاهد: { فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ } بدعاء كفار قريش في قولهم: ربنا افتح بيننا وبين محمد، ففتح الله بينه وبينهم يوم بدر.

قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ } أي عن رسول الله { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } يعني الحجة.

{ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [الهدى]. قال مجاهد: يعني عاصين. وقال الحسن: ليسوا سمعاء ولا بصراء بالحق إذ لم يقبلوه.

قوله: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ } أي الخلق { عِندَ اللهِ الصُّمُّ } أي عن الهدى فلا يسمعونه، أي فلا يقبلونه { البُكْمُ } أي عنه فلا ينطقون به { الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أي الهدى. وقال مجاهد: لا يتبعون الحق وهو واحد.