الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ }

قوله: { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا } بغير عمد { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام.

قال عز وجل: { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } أي: وأظلم ليلها { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أي: شمسها ونورها. قال: { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَآ } أي: بسطها [بعد خلق السماوات والأرض. قال بعضهم: وكان بدء الخلق، فيما بلغنا أنها كانت طينة في موضع بيت المقدس ثم خلق السماوات، ثم دحا الأرض] فقال لها اذهبي أنت كذا واذهبي أنت كذا. ومن مكة بسطت الأرض، ثم جعل فيها جبالها وأنهارها وأشجارها.

قال عز وجل: { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أي: أثبتها وجعلها أوتاداً للأرض. قال الحسن: لما خلق الله الأرض جعلت تميد، وقد فسرنا حديثه في غير هذا الموضع بأجمعه.

قال عز وجل: { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأََنْعَامِكُمْ } أي: تستمتعون به إلى الموت. وهذا تبع للكلام الأول: أخرج منها ماءها ومرعاها [للإمتاع لكم].

قال عز وجل: { فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى } أي: النفخة الآخرة { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى } أي: ما عمل، يوم يحاسب الله الناس بأعمالهم. { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى }.

قال تعالى: { فَأَمَّا مَن طَغَى } أي: كفر { وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي: لم يؤمن بالآخرة لقولهم:إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [المؤمنون: 37]. قال عز وجل: { فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى } أي المنزل، أي منزله.

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي: موقفه بين يدي الله. ذكروا عن مجاهد في قوله عز وجل:وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن:46] قال: من أراد ذنباً فذكر الله أنه قائم عليه فتركه. فقال ها هنا: { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } { وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } أي: منزله.