الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } * { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } * { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } * { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً }

قال: { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } أي: على قدر أعمالهم. وقال تعالى في آية أخرى:يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر:40]. وذلك أنهم يُعطَون فيها المنازل على قدر أعمالهم، ثم يُرزقون فيها أهل كل درجة بغير حساب.

قال عز وجل: { رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } وهي تقرأ على وجهين: رب السماوات والأرض بالجر وبالرفع. فمن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل؛ يقول ربُّ السماوات والأرض وما بينهما (الرَّحْمَنُ) برفع (الرَّحْمَنِ). لا يملكون منه خطاباً. ومقرأ الحسن: ربُّ السماوات والأرض وما بينهما الرحمن. يبتدىء فيقول: { الرَّحْمَنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً }. وقوله عز وجل: { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } أي: مخاطبة في تفسير الحسن. وبعضهم يقول: { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ، أي: كلاماً. كقوله عزّ وجل:يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بإِذْنِهِ } [هود:105].

وقال في هذه الآية: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ } [أي: لا يشفعون] { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } أي: قال: صواباً في الدنيا. وهو قول لا إله إلا الله. وقوله: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ } قال الحسن: يوم يقوم روح كل شيء في جسده.

قال عز وجل: { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً } أي: مرجعاً، أي: يعمل صالح. وقال في آية أخرى:وَمَا تَشَآءُونُ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ } [الإِنسان: 30].