الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } * { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } * { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } * { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } * { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } * { عُذْراً أَوْ نُذْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ }

تفسير سورة المرسلات، وهي مكية كلها

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله: { وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } يعني الملائكة ترسل بالمعروف إلى الرسل، فتبلغ الرسلُ العبادَ. وتفسير الحسن: إنها الرياح. قال: عرفها: جريها.

قال تعالى: { فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } أي: الرياح إذا عصفت، أي: اشتدت { وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً } يعني الرياح. كقوله تعالى:وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [الأعراف:57] أي: بين يدي المطر.

قال: { فَالْفَرِقَاتِ فَرْقاً } يعني الملائكة التي تنزل بالوحي، أي: بكتب الله التي فرق فيها بين الكفر والإِيمان وبين الحلال والحرام. قال: { فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً } يعني الملائكة تلقى الذكر، وهو كتب الله على الأنبياء، فيوحيه جبريل إلى النبيين. وقد قال في آية أخرى:وَمَا كُنتَ تَرْجُواْ أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الكِتَابُ } [القصص:86] أي: أن ينزل عليك. قال: { عُذْراً } أي تنزل به الملائكة يعذر به الله إلى خلقه { أَوْ نُذْراً } أي: ينذرهم بعذابه.

وهذا قسم كله من أول هذه السورة إلى هذه الموضع، أقسم به { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ } يعني المشركين، ما يوعدون به من عذاب الله لواقع بهم.