الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } * { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } * { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }

قال: { كَلاَّ وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } أي: إذا ولى، وبعضهم يقرأها إذا دبر، [أي إذا ولّى] قال { وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } أي: إذا أضاء. هذا كله قسم. { إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ } يعني النار في تفسير الحسن ومجاهد؛ أي: إحدى العظائم. وقال الكلبي: إنها لإحدى الكبر، يعني سقر. وجهنم سبعة أبواب: جهنم، ولظى، والحطمة، وسقر، والجحيم، والسعير، والهاوية.

قال: { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } يعني النبي عليه السلام ينذرهم النار. رجع إلى أول السورة: { يَآ أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ } أي: قم نذيراً للبشر، فأنذرهم.

قال: { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ } في الخير { أَوْ يَتَأَخَّرَ } في الشر. وقال في آية أخرى:لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير:28-29] وقال في سورة الكهف:فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف:29-31] وهذا كله وعيد. فذكر ما للمؤمنين وما للكافرين في الآخرة فقال: { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً } وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم... إلى آخر الآية. وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ }.