الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } * { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } * { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } * { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } * { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً } * { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً }

قال عز وجل: { إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً } أي: فراغاً طويلاً لحوائجك.

قال عز وجل: { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } أي: تضرّع إليه تضرّعاً، في تفسير الحسن. وقال الكلبي: أخلص إليه إخلاصاً.

ذكروا عن الحسن أن رجلاً من السلف كان يصلي من الليل فيتلو الآية، فإذا فرغ منها أعادها، يعيدها ويتدبّرها. قال: فهو قوله عزّ وجل: { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } قال: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }.

قوله عز وجل: { رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ } أي: مشرق الشمس ومغربها { لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً } أي: وليّاً.

قوله عز وجل: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } أي: على ما يقول لك المشركون إنك كاذب وإنك شاعر، وإنك كاهن وإنك مجنون. { وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } أي: ليس فيه جزع، وهي منسوخة نسختها القتال.

قال عزّ وجلّ: { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ } أي: في الدنيا، أي: فساء عذابهم يوم القيامة. وهذا وعيد هوله شديد. بلغنا أنها نزلت في بني المغيرة، وكانوا ناعمين ذوي غنى. قال عز وجل: { وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } أي إن بقاءهم في الدنيا قليل، ثم يصيرون إلى النار.

{ إِنَّ لَدَيْنَآ } أي: عندنا، وهذا وعيد { أَنكَالاً } ذكروا عن الحسن قال: الأَنكال: القيود. قال عزّ وجل: { وَجَحِيماً } الجحيم: النار { ذَا غُصَّةٍ } أي: يأخذ بالحلاقيم، في تفسير الحسن ومجاهد. وقال الحسن: يأكلون النار، ويشربون النار، ويلبسون النار. قال عز وجل: { وَعَذَاباً أَلِيماً } أي: موجعاً.

قال عز وجل: { يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ } أي: تتزلزل { وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ } [أي: وصارت الجبال] { كَثِيباً مَّهِيلاً } أي رملاً سائلاً. ذكروا عن الحسن قال: تطحن الجبال بعضها إلى بعض فتصير غباراً ذاهباً.