قوله: { وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } أي أراد الله بأهل الأرض أن يهلكهم، أو أراد بهم رشداً، أي: أم أحدث لهم منه نعمة وكرامة. وقال بعضهم: قالوا لا ندري بهم أن يطيعوا هذا الرسول فيرشدهم، أم يعصوه فيهلكهم. { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ } [أي المؤمنون] { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } [يعنون المشركين] { كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } أي: مختلفون: مؤمن ومشرك. وفي الجن مؤمنون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة الأوثان وصابون. { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } أي: علمنا { أَن لَّن نُّعْجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ } أي أن لن نسبق الله في الأرض { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } أي: في الأرض حتى لا يقدر علينا فيبعثنا يوم القيامة. { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى } أي: القرآن { آمَنَّا بِهِ } أي: صدقناه { فَمَن يُؤمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً } أي: أن ينقص من عمله شيء { وَلاَ رَهَقاً } ولا يخاف أن يزاد عليه ما لم يعمل. وهي مثل قوله:{ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } أي لا يخاف أن يزاد عليه في سيئاته{ وَلاَ هَضْماً } أي: ولا ينقص من حسناته [طه:112]. { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ } أي: الجائرون، وهم المشركون. { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } [اي: أصابوا رشداً]. { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً }.