قوله: { وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ } قال: توعدون من أتى شعيباً وغشيه وأراد الإسلام. من آمن به: أي تصدون المؤمنين عن سبيل الله. { وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي تبغون طريق الهدى عوجاً؛ وهو قعودهم على الطريق يتهددون المؤمنين الذين يأتون شعيباً بالقتل، ويصدونهم عنه. وقال مجاهد: وتبغونها عوجاً. أي تلتمسون لها الزيغ. قال: { وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } يذكرهم نعمته. { وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ } يعني من أهلك من الأمم السالفة حين كذّبوا رسلهم؛ كانت عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار. قال: { وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ ءَامَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ }. كقول هود:{ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ } [الأعراف:71]، وكقول الله للنبي عليه السلام:{ فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ } [الدخان:59]. قوله: { قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ } أي: عن عبادة الله { لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَكَ } أي الذين صدقوا معك { مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } أي: في دِينِنَا حتى تعبدوا ما نعبد { قَالَ } شعيب { أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ } أي لدينكم. وهذا على الاستفهام.