{ قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ } أي ادعوكم إلى الله وإلى ما ينفعكم في الدنيا والآخرة { أَمِينٌ } على ما جئتكم به من عند الله. قوله: { أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي بيان من ربكم { عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ } عذاب الله في الدنيا والآخرة، ولم يبعث الله نبياً إلا وهو يحذر أمته عذاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا. { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } أي استخلفكم في الأرض بعدهم. { وَزَادَكُمْ فِي الخَلْقِ بَسْطَةً } يعني الأجسام والقوة التي أعطاكم. قال الله:{ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البِلاَدِ } [الفجر:8]. قوله: { فَاذْكُرُوا ءَالاَءَ اللَّهِ } أي نعماء الله. وقال بعضهم: نعمة الله { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي لكي تفلحوا. { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ } دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام. { وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا } يعنون أصنامهم { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }. { قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ } أي قد وجب عليكم من ربكم رجس، والرجس العذاب { وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءَابَاؤُكُم } يعني أصنامهم { مَّا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي من حجة تأمركم بعبادتها { فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ } أي فارتقبوا إني معكم من المرتقبين، فإن عذاب الله نازل بكم. { فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ } يعني من ءامن معه { بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } أي: بمنّ منا { وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } أي أصلهم { وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ }.