قوله: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } وفيها إضمار، وإضمارها: الذي خلق السماوات والأَرض وما بينهما. وهذا موضع الإضمار. كقوله:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [سورة ق:38]. قوله: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ } [أَي أن الليل يأتي على النهار] ويغطيه ويُذهبه { يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } فيذهبه { وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ } من البركة، وهو تفاعل { رَبُّ العَالَمِينَ }. قوله: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً } أي من الضراعة والخضوع { وَخُفْيَةً } أي: وسرّا { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ }. { وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } قال بعضهم، يعني بعدما بعث النبي عليه السلام واستجيب له { وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً } أي خوفاً منه وطمعاً في رحمته. { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ } أي إنها للمحسنين دون سواهم. قوله: { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } قال بعضهم: أي يبسطها بين يدي المطر. وتفسير الحسن في قوله نشرا، أي: تلفح السحاب. قال: { حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً } قال بعضهم: الثقال، التي فيها الماء { سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ } أي: إلى بلد ليس به نبات { فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ } أي: بذلك البلد. قال الحسن: إن الله ينزل الماء من السماء فيسكنه السحاب ثم يصرفه حيث يشاء. { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } أي أنبتنا بالماء { مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ }. قال: { كَذَلِكَ } أي هكذا { نُخْرِجُ المَوْتَى } يعني البعث. ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: يرسل الله مطراً منياً كمنى الرجال، فتنبت به لحمانهم وجسمانهم كما تنبت الأرض الثرى. ثم تلا هذه الآية:{ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ } [فاطر:9] أي كذلك البعث. وقال مجاهد: { كَذَلِكَ النُّشُورُ } ، أي: بمطر السماء حتى تنشق عنهم الأرض. قوله: { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } قال الحسن: يقوله للمشركين. يقول: فالذي أنزل الماء فأخرج به هذا النبات من هذه الأرض الميتة قادر على أن يحيي الموتى.