الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ }

قوله: { أَيُشْرِكُونَ } أي: أيشركون بالله، على الاستفهام، أي قد فعلوا. { مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً } يعني الأوثان. { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } كقوله:أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات:95-96] أي بأيديكم، يعني أصنامهم. قال: { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً } أي ولا تستطيع الأوثان أن تنصر من عبدها. { وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } أي: ولا تنصر الأوثان أنفسها. قال في آية أخرى: { وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ } أي الوثنوَالمَطْلُوبُ } أي الذباب [الحج:73].

قال: { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهُدَى } يعني المشركين { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } أخبر بعلمه فيهم. { سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ } وهو كقوله:سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [البقرة:6].

قوله: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يقوله للمشركين، يعني أوثانهم { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } أي مخلوقون { فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنهم آلهة.

ثم قال: { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا } على الاستفهام، يعني الأوثان { أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي: إنه ليس لهم شيء من هذا، كقوله:أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } [النحل:21] { قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ } يعني أوثانكم التي أشركتموها بالله. { ثُمَّ كِيدُونِ } أنتم وأوثانكم { فَلاَ تُنظِرُونَ } أي: اجهدوا عليّ جهدكم.