الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَماَّ تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ }

قوله: { قُل لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ } أي إنما ذلك بما شاء الله { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ } أي: لو اطلعني الله على أكثر مما أطلعني عليه من الغيب لكان أكثر لخيري عنده؛ ولم يطلعني الله على علم الساعة متى قيامها.

قوله: { وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } هذا جواب لقول المشركين إنه مجنون؛ فقال الله له: قل: { وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } أي الجنون، كقولهم لنوح عليه السلام:إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ } [هود:54] أي بجنون. { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ } أي من العذاب { وَبَشِيرٌ } بالجنة { لِّقَوْمٍ يُّؤْمِنُونَ } وهذا تبع للكلام الأول: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.

قوله: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } أي: آدم { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء من ضلعه القصيري اليسرى وهو نائم { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }.

قال: { فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ } أي [استمر بها الحمل فأتمته]. { فَلَمَّا أَثْقَلَت } قال بعضهم: استبان حملها، أي فاشتهر بها الحمل. { دَّعَوا اللهَ رَبَّهُمَا } أي: آدم وحواء { لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحاً } أي غلاماً { لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } أي لأنعمك.