الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } * { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

قوله: { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ } أي عصابة، أي جماعة { يَهْدُونَ بِالحَقِّ }: أي يهتدون بالحق { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } أي بالحق يعدلون، أي يحكمون. قال الكلبي: يعني الذين أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب.

وذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن نبي الله عليه السلام قال: " هذه لكم، وقد أعطى الله القوم بين أيديكم مثلها " ؛ يعني قوله:وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [الأعراف:159].

قوله: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } هو كقوله:حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } [الأنعام:44]. وكقوله:وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ } [الأنفال:30]. وقد فسَّرناه في غير هذا الموضع في هذه السورة وفي سورة الأنعام.

قوله: { وَأُمْلِي لَهُمْ } أي [وأطيل لهم] { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } أي عذابي شديد.

قوله: { أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ } وهذا جواب من الله للمشركين لقولهم للنبي عليه السلام إنه مَجنون. يقول: لو تفكروا لعلموا أنه ليس بمجنون { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ } ينذر عذاب الله { مُّبِينٌ } يبين عن الله.

قوله: { أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي ما أراهم الله من آياته فيهما { وَمَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيْءٍ } مما يرونه، فيتفكروا فيعلموا أن الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يحيي الموتى. قال: { وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } فيبادروا للتوبة قبل الموت. { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } أي بعد القرآن { يُّؤْمِنُونَ } أي يصدقون.