الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ } * { أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِي ۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ }

قوله: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا }.

ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أهبط الله آدم بالهند بأرض يقال لها بجنا ثم مسح على ظهره فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم قال: { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا }. ثم أعادهم في صلب آدم.

وقال الكلبي: مسح ظهر آدم فأخرج منه كل خلق هو خالقه إلى يوم القيامة ثم قال: ألست بربكم قالوا بلى، فقال للملائكة اشهدوا فقالوا شهدنا.

قوله: { أَن تَقُولُوا } أي لئلا تقولوا: { يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }. قال: { أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ، ءَابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ } [وجدناهم على ملة فاتبعناهم] { أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ }.

قال الله: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأَيَاتِ } أي هكذا نبين الآيات { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي إلى الإِيمان.

قوله: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا } أي كفر { فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ } أي الضالّين.

ذكروا عن مجاهد قال: هو بلعام بن بعران. وقال بعضهم هو بلعم آتاه الله علماً فتركه وكفر. وبعضهم يقول: هو أمية بن أبي الصلت. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أمية بن أبي الصلت: " آمن شعره وكفر قلبه ".